نظّمت هيئة الأفلام لقاءً افتراضياً مفتوحاً بعنوان «الأفلام السعودية في شباك التذاكر»، سلّطت خلاله الضوء على أداء شباك التذاكر السعودي، وأداء الأفلام السعودية في مختلف منصات العرض المحلية والعالمية.
واستضاف اللقاء عدداً من رواد قطاع السينما في السعودية، وشهد مداخلات أثراها المختصون والمهتمون بصناعة الأفلام، مؤكدين أهمية قطاع التوزيع والعرض وركيزته الإستراتيجية المستمدة من إستراتيجية هيئة الأفلام، وهي تحفيز الطلب على الأفلام السعودية في الأسواق المحلية والعالمية المختارة، وأهدافه الممثلة في خلق اهتمام ووعي محلي ودولي بمحتوى الأفلام السعودية، ودعم منصات التوزيع والعرض لعرض المحتوى المحلي، وتحسين البيئة الاستثمارية والتنظيمية للقطاع، وتشجيع التقدير الثقافي للأفلام عموماً والأفلام السعودية خاصة.
وتناول الحديث محاور أساسية، ومنها السينما السعودية من منظور مؤشرات النمو، حيث توسع القطاع السينمائي السعودي منذ إعادة افتتاح قاعات العروض السينمائية خلال 5 سنوات ليصل عدد شاشات السينما إلى 627 شاشة في 69 دار عرض حول السعودية، وتعد هذه النسبة مقارنة بعدد السكان ضمن النسب الأسرع نمواً على المستوى العالمي، كما تجاوزت مبيعات التذاكر في عامَيْ 2022 و2023 حاجز الـ900 مليون ريال سنوياً، وفي عام 2023 تجاوز عدد تذاكر السينما المباعة 17 مليون تذكرة.
وتطرق الحوار لأهم التجارب الناجحة لأفلام سعودية في شباك التذاكر، التي شارك صُناعها تفاصيل رحلة أفلامهم الناجحة بشباك التذاكر السعودي والفرق بين عرضها على الشاشة الكبيرة وعلى المنصات الرقمية، كما اتفق المشاركون على منافسة الفيلم السعودي على المستوى الدولي، وكونه موضع ترقب للمهتمين باستكشاف صناعة السينما في السعودية، وما تعكسه من وفرة إمكانات إنتاجية وتشغيلية كبيرة، وناقش المشاركون الفرص المتاحة للأفلام السعودية على شاشات السينما المحلية والعالمية، حيث تتضمن العرض في المهرجانات السينمائية، وتوزيعها وعرضها في شاشات السينما ومنصات العرض الرقمية حول العالم، مع أهمية تطبيق أفضل الممارسات التسويقية والتوزيعية لضمان نجاح الفيلم السعودي، وبما يبرز نمو الإنتاجات السينمائية السعودية.
ثم انتقل الحوار للحديث حول أبرز التحديات التي تواجه قطاع السينما المحلي، ومنها أسعار تذاكر السينما، مع التأكيد أن أسعار التذاكر في تنازل مستمر، حيث إن متوسط أسعار عام 2023 أقل من متوسط أسعار العام السابق بنسبة أكثر من 16%، كما أن أسعار التذاكر في السعودية لم تعد كما كانت الأعلى بالمنطقة.
وتناول الحوار أبرز الحلول التي يمكن العمل عليها مثل تكاتف القطاع الحكومي والخاص في احتواء المواهب السعودية مع تشجيعهم على التجربة في مختلف مجالات صناعة الأفلام المتاحة، وتعزيز البنية التحتية لصناعة الأفلام في السعودية، مما يرفع من فُرص زيادة جذب الاستثمارات لصناعة السينما السعودية، إضافة إلى ترغيب محبي السينما لمتابعة الأفلام في دور السينما وعدم الاكتفاء بمنصات العرض لعيش تجربة سينمائية متكاملة، وتحديد العناصر الجاذبة في نجاح الفيلم السعودي ومنها التسويق المدروس للفيلم قبل عرضه بمدة كافية، ونضج القصة المحبوكة، وجودة إنتاج الفيلم، وأخيراً النظر للمشهد السينمائي السعودي بعين ناقدة وبناءة مع ملاحظة التحولات التي تحدث بنمو واعد بمستقبل سينمائي عالمي.
ويُعدّ هذا اللقاء واحداً من سلسلة لقاءات افتراضية تُنظّمها بشكلٍ دوري هيئة الأفلام بوصفها منصة اتصالية مفتوحة مع المجتمع السينمائي في السعودية، وذلك في سبيل مناقشة الموضوعات المتصلة بالقطاع، والتطلع إلى سبل التطوير والنمو التي تنعكس على الصناعة السينمائية في السعودية.